( لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها .. لم لم تمهد لها الطريق )
تبادرت هذه المقولة الكريمة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ذهني ، وأنا راكب في الميكروباص في طريقي إلى الكلية ، بل وتتبادر هذه المقولة إلى ذهني كلما سرت ذهابا إلى الكلية أو إيابا منها ، بل كلما خرجت من بيتي ، لقد اصبحت الطرق داخل المدينة وخارجها شيئا لايطاق ، لا يكاد يسفلت طريق حتى يحفر مرة أخرى بل حتى الطرق التي كان يضرب بالسير فيها المثل في السهولة والراحة ( مثل طريق مصر اسكندرية ) أصبح الآن لايطاق من كثرة مطباته بحجة التقليل من الحوادث ، فوالله لو يعلم القائمون على هذه الطرق مقدار مايصب الشعب عليهم من الدعاء يوميا ، فهذه امرأة حامل قد تفقد وليدها بين مطب وآخر ، وهذا طفل صغير قد يسقط من بين يدي والدته في لحظة وأخرى ، وهذا رجل كبير في السن لا يستطيع الجلوس في مقعده فكيف بالقفز عليه طول الطريق ، وهذا وهذا وهذا ...فلك الله يا مصر
إذا كانت هذه صورة بسيطة لمختلف أوجه المعيشة في بلدنا الحبيبة ، فما بالنا ببقية الصور ...
..................................................................
الفاروق عمر رضي الله عنه يعاتب نفسه ويحاسبها على بغلة قد تتعثر في الطريق - ليس في المدينة - بل في العراق ، فكيف بملايين البشر - وإن شئت فسمهم الدواب إن بلغوا قيمتها - الذين يتعثرون مرات ومرات في اليوم الواحد .
..................................................................
سيدنا عمر كان يتفقد أحوال دولته بنفسه .. وعندما يجد امرأة وحولها صغارها يتضورون جوعا وهي تضع أمامهم القدر وفيه ماء يغلي وتضع فيه حصى لتوهمهم بأنها تعد لهم الأكل ، فيسألها ما بال الصبية ؟ فتشكوا له البرد والجوع ، وتقول الله بيننا وبين عمر ، فيقول عمر : يرحمك الله وما يدري عمر عنكم ؟ فتقول المرأة الواعية : يتولى أمرنا ويغفل عنا !!! فيذهب فورا ليحضر لها الدقيق ومعه غلامه ، ويأمر غلامه أن يحمل عليه الدقيق ، ويقول له أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟! ثم يذهب بالدقيق إليهم ، ولا يتركهم حتى يضحكوا كما أتاهم وهم يبكون ...
..................................................................
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال واحد ، لوكان عمر موجودا بيننا ... فماذا سيتغير في بلدنا ، ( إصلاح الطرق كمثال )
تعالوا بنا لنتخيل ما نود تغييره في بلدنا ... إذا كان عمر هنا ...
..................................................................
قريبا جدا ... حوار غريب جدا ... مع زميل مختلف جدا ...