الاثنين، 27 أكتوبر 2008

وقفة ... في سنتي الأخيرة ...


عادت بي ذاكرتي إلى الوراء إلى ما قبل ست سنوات ؛ أي ما قبل دخولي للكلية التي كنت أتمنى أن أدخلها وزرع فيّ والداي حبها .. كلية الطب ...
وتذكرت كيف كنت أمارس أنشطتي داخل المدرسة ( في الابتدائي والإعدادي وحتى الثانوي ) من أنشطة إذاعية وأدبية ورياضية كيفما أشاء ودون أي خطوط حمراء .


وأتذكر كيف كان أبي يحكي لنا " أنا وأخوتي " عن النشاط في الجامعة وعن اتحاد الطلبة ؛ الذي كان عضوا فيه في جامعة الاسكندرية وأمينا للجنة السياسات ( التي لم تعد موجودة حاليا ) وكيف كان للاتحاد وقتها شأنا وقيمة سواء بين الطلبة أو على مستوى اصطاف الأساتذة ، بل وحتى على مستوى السياسة في مصر بأسرها حتى كان لأمين لجنة السياسات مكتب بجوار رئيس مجلس الشعب وكان يدعى للحديث فيه أمام نواب الشعب .....
كنت أسمع ذلك كله من والدي .. فيزداد اشتياقي لدخول الكلية لأمارس أنشطتي التي كنت أمارسها في المراحل الدراسية السابقة بل وأحلم بنشاط أكبر وأفكار أعظم وصداقات أكثر ... ويزداد الحلم يوما بعد يوم ، والأمل شهرا بعد شهر ...

حتى جاءت الفترة المرتقبة ودخلت كليتي التي طالما حلمت بها ....
ولكن ياللصدمة الكبيرة !!!

سمعت من زملائي عن أن موعد التقدم للترشح للاتحاد قد اقترب وأن من أراد الترشح لابد أن يكون مستعدا بأوراقه وصوره في أي وقت .. في يوم التقديم يبدأ فجأة وينتهي فجأة !!! لم أصدق ما سمعت ، ولكن قلت لنفسي لابد أن أستعد لأسوأ الظروف ...
وجاء اليوم الموعود ، وفوجئت بالإعلان في مكان لا يرى !! بل ويعلن أنه سيفتح الباب اليوم الساعة 11 وينتهي في نفس اليوم الساعة 2 !! لم أصدق ما أرى ، ولكني اتجهت فورا لسحب الاستمارة وتقديم أوراقي ، وتتوالى العقبات ، ابحث عن موظف الاستمارات !! ثم ابحث عن الموظف الذي سيوقع !! وإذا أسعفك حظك ووجدته ابحث عن الموظف الذي يختم !! وأخيرا أين من سيستلم منك الاستمارة !!! ولكن لأجل (عين) يهون (مرج عيون) ولأجل النشاط المرتقب تهون هذه العقبات ... وهاهو اليوم قد انتهى وغدا تعلن الأسماء وتجرى الانتخابات ....
وفي اليوم التالي : كانت الصدمة الأولى ... أعلنت الكشوف ، وأعلن المرشحون ، لم أجد اسمي ولا اسم احد ممن أعرفه ، بل وأعلن الأعضاء بالتزكية ، وانتهت مسرحية مايسمى انتخابات اتحاد الطلاب .


لم توقفني هذه الصدمة ، وأصررت على تجاوزها ومحاولة التعاون مع زملائي الذين أصبحوا - بقدرة قادر - أعضاء في الاتحاد ... بهدف خدمة الطلاب وممارسة الأنشطة .....

ولكن هاهي الصدمة الثانية تلوح في الأفق ...
لم أرى أي خدمات مما كنت أنتظره وأسعى إليه لم أرى أحد من زملائي أعضاء الاتحاد الموقر ينزل للطلبة ليعرض عليهم خدماته ويرى ماذا يريدون ، بل لم نعرف أصلا من هم زملاؤنا أعضاء الاتحاد ...
أما الأنشطة فحدث ولا حرج ... ليس هناك أي نشاط ؛ إلا معرض فني يقام مرة في السنة ...


ليت الصدمات توقفت عند هذا الحد ... لا فالمصائب لاتأتي فرادى ...
هاهي قائمة الممنوعات التي لاتنتهي :
يمنع منعا باتا إقاما أي نشاط في أي إطار غير شرعي ( اتحاد الطلبة )
يحذر إقامة أسر لمن هم غير مرغوب فيهم ( أو غير مرضي عنهم ) ولا يعترف بأسرهم إذا أقيمت .
حتى من ليس لهم أي اتجاهات أو ميول لايسمح له بإقامة الأسر والأنشطة إلا بعد إختبار إرادته بعقبات لا تنتهي .
حتى اتحادنا الفاضل .. ليس له أي قيمة ، وأمينه المحترم لا توجد له صلاحيات لا في تعديل جدول الامتحانات ولا حتى تقديم أبسط الأمور بالمجان كمذكرة الامتحانات...


يا الله .. أين هذا مما كنت أسمعه منك يا والدي ..

ويستمر هذا المسلسل طيلة خمس سنوات قضيتها في الكلية وهاهو يستمر في عامي السادس فيها ، وها أنذا أرى دراستي الجامعية تقترب من نهايتها ... وأصبحت أحلامي قبلها آمال لأبنائي بعدها ...




أمل
بأن أرى اليوم الذي تعود فيه لاتحادنا مكانته .
أمل باليوم الذي يختار فيه طلاب كليتنا أعضاء اتحادهم الذين سيحملون همومهم ويسعون لتحقيق طموحاتهم .
أمل بأن أرى انتخابات نزيهة تقام في كليتنا الحبيبة يعرض فيها كل مرشح برنامجه وما يسعى لتحقيقه لزملائه .
أمل بيوم يحتفل فيه رؤساء جامعاتنا وأساتذتها بأفضل اتحاد قدم خدمات لطلابها .
أمل باليوم الذي نسمع فيه كلمة أمين اتحاد طلاب مصر كممثل فعلي لجميع طلابها .
أمل وأمل وأمل .........


ولكني سأبقى أحلم وأأمل وأتمنى وأسعى نحو ذلك اليوم ....
وماضاع حق وراءه مطالب .

الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

لماذا أدون ؟؟!!


رجاء هام : إذا كنت لا تحب الصراحة ، أستأذنك بألا تقرأ هذا الموضوع .
..........................................................
* لمـــاذا أدوّن ؟؟؟

توارد هذا السؤال على ذهني كثيرا - وقد يكون أحد أسباب انقطاعي عن التدوين الفترة الماضية -

* ياترى ليه بأدوّن ، وليه أنشأت مدونة أصلا ؟؟؟

يمكن يكون السؤال ده مش في محله دلوقتي !! يمكن كان المفروض أسئله لنفسي قبل ما أعمل مدونة !!! ويمكن لازم أفكر فيه وأذكر نفسي دايما بيه !!!!

- هل عشان أفضفض وأخرج ما بداخلي ...
- ولا باكتب مذكراتي اليومية ، والسلام ...
- يا ترى عشان فيه رسالة معينة عايز أوصلها ، ومعنى محدد نفسي الناس تعرفه !!!
- ولا بأحاول أكون علاقات اجتماعية وباستغل المدونة في كده !!!
- يمكن عشان المدونات والتدوين بقى موضة ، ولازم الواحد يساير الموضه - عشان ما يبقاش متخلف ؟!!
- ولا يمكن أنا شفت في نفسي إني مش أقل من زملائي المدونين اللي على الساحة اللي أنشؤوا مدونات أصبحوا بها مؤلفين لكتب وقصص تنشر وتباع في معارض الكتب ؟!!
- يا ترى أنا بأدون لأجل التدوين ، ولا في هدف أسمى وأغلى بأكتب عشانه ؟؟؟

كل الإجابات دي دارت بيني وبين نفسي ... وكان لازم ألاقي إجابة للسؤال اللي ذكرته في البداية ، وإلا يكون كل ما أكتبه ليس له معنى أو هدف .

* لمـــــــــــــــــــاذا أدوّن ؟؟؟

ياترى كل واحد مننا سأل نفسه السؤال ده ؟! وهل لقينا له إجابة عندنا ؟؟
طب هل أنا مقتنع بإجابتي دي ، ومستعد أحاسب أمام الله عز وجل عن كل كلمة كتبتها وباكتبها في مدونتي ...

* ويا ترى لما بأرد عند حد في مدونته على أي موضوع بيكون فعلا الموضوع شدني وعندي رد عليه وحاسس إن ردي هيفيد وهيثري الموضوع ، ولا بيكون ردي ده مجامله ، ، ولا يمكن بأرد عشان يجي يقرأ موضوعي ويرد علي ؟؟؟

كل دي أسئلة .. أعتقد - والله أعلم - ضروري كل واحد مننا يفكر فيها كويس طول ماهو في عالم التدوين الواســــــــــــــــــع ...

الخميس، 10 يوليو 2008

الجماعة رحمة ... والفرقة عذاب ..


يــــــــــاه والله زمان يا مدونتي الحبيبة ، بقالي كتير قوي مابصيتش فيكي حتى ... ، لكن والله ما خدني منك إلا الشديد القوي ..

معلش يا جماعة أنا نسيت أسلم على كل زواري الكرام بعد هذه الغيبة الطويلة جدا ، أصل بيني وبينكم المدونة كانت وحشاني قوي ( ومن لقي أحبابه بقى ...) لا طبعا مش قصدي ، حبي للمدونة ماجاش إلا عشان بتوصلني لكل زواري الكرام .

ماعلينا ... أنا مش عايز ألت وأعجن كتير - ايه ياعم الكلام اللي انا باقوله ده ، ألت وأعجن ، معلش ياجماعة أصل الواحد بعيد عنكم شغال امتحانات في عز الصيف على رأي
حبيبي الشاعر محمود أبو العزم
: كـــــل الناس بتأجـّـــــز واحنا ... امتحـــــاناتنا في عز الصيف
عشان كدا الواحد شكله كده - برضه على رأي محمود - عامل دماغ امتحانات - ربنا يبعد عنكم ادمان الامتحانات اللي يبعمل الدماغ دي ، اصل الشفاء منه يعتبر من المستحيلات ، ولسه للأسف ما لقولهوش علاج في الطب


...................................................

المهم يا جماعة نيجي بقى للموضوع اللي بصراحة شدني من وسط كل الامتحانات دي وخلاني اكتب فيه .


( الجماعة رحمة .. والفرقة عذاب ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

الحديث ده ياجماعة يختصر كل الكلام اللي أنا حاسس بيه وعايز أوصله لكل واحد ، في الفترة اللي فاتت ياجماعة الواحد كان مشغول جدا بالإضافة لانشغاله في الامتحانات والمذاكرة ، كنت مشغول مع مجموعة من أحبابي في مدونتنا المتواضعة في سنة خامسة طب - الرأي - اللي بصراحة لا كانت لا على البال ولا على الخاطر ، لكن - سيحان الله - ربنا سبحانه وتعالى أنعم علينا وأكرمنا إن احنا نخدم زملاءنا في الفرقة الخامسه على قد ما نقدر ، عشان كده الواحد بعد شوي عن مدونته العزيزة .

لكن فعلا .. الواحد خلال شغله في مدونة - الرأي -
دي حس بفرق كبير جدا ما بين لما يكون الواحد بيعمل حاجه لنفسه ، أو بيشتغل مع مجموعة لهدف سامي راق غايته رضا الله الله عز وجل ويهدف لخدمة إخوانه وأحبابه .
فرق كبير قوي لما تكون عامل موضوع ومستني رد فلان وفلان ،والناس هيعجبها الموضوع ولا لأ ، والمدونة هتتعرف ولا لأ ، أو حتى في غير المدونة نعمل اي حاجه مش بهدف خدمة الناس .. لأ ، ده عشان ترضي فلان أو تقرب من فلان أوتتعرف على فلانة ... وبين انك بتشتغل وانت مش مستني أي رد ولا أي تعليق ولا أي جزاء - إلا من الله عز وجل - بتحاول تبذل كل جهدك .. تدور على مذكرات ، وتسجيلات وآخر أخبار الدفعة ، كل ده فعلا ما بتحسش فيه بتعب .. بالعكس .. بتحس إنك لو ما عملتش كده تبقى انت مقصر .

غير كده يا جماعة الواحد لا يخفيكم سرا - مع إني كنت عايز أخلي ده بيني وبين الله عز وجل - لكن لقيت إن فعلا ذكره ممكن يفرق مع ناس كتير قوي ... الواحد وهو بيشتغل في - الرأي - حس إن كل ما يكون عايز حاجه ربنا يسهلها له - يعني مثلا .. مع أن الواحد لسه مبتدئ في عالم التدوين ، إلا إن ربنا يفتح عليك في معرفة حاجات جديدة تساعدك في شغلك زي مثلا شريط الأخبار ، مربع الحوار ( الشات ) وغيرها كتير كتير ، ولما تتزنق تلاقي ربنا بعت لك أخوة ليك لا تعرفهم إلا من خلال النت فقط ، اللي له خبره في الفوتوشوب ، واللي له خبرة في المدونات ...ولازم أذكر منهم أخي الصغير والحبيب إلى قلبي (إخواني حنى النخاع )
فعلا والله : الجماعة رحمة والفرقة عـــــذاب .
ممكن يكون مش ده مقصد الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديث ، لكن ... أعتقد إن ده معنى من معاني الحديث اللي حسيت بيها جدا ولمستها على أرض الواقع .
....................................................................

ختاما .. ياجماعة بأعتذر لكل زواري الكرام اللي اتأخرت عن الرد عليهم لظروف الامتحانات ، لكني رديت على كل تعليقاتهم اللي أسعدتني جدا قبل ما أكتب هذا الموضوع ... ولكم كل الود والتقدير ...
دعواتكم .

الجمعة، 9 مايو 2008

تخيل نفسك ... واستعن بالله ..

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني *** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

بمناسبة قرب الامتحانات ونهاية السنة ، وتحفيزا لروح التفاؤل التي أحبها دائما ووصانا بها رسولنا صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) ، وإيقاظا لهمتي وعزيمتي وطموحي قبل همتكم وعزيمتكم وطموحكم ، أردت أن أقص عليكم قصة تمنيت أن تكون سريعة ولكني حاولت اختصارها قدر الإمكان ، ولكن متى ما تعمقت فيها لم تستغرق منك وقتا ، وقد شدت انتباهي منذ فترة وملأت كياني قد يكون البعض يعلمها من قبل فتكون من باب ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) وقد لا يعلمها البعض الآخر - كما كنت لاأعلمها - فربما تعلو بها همته ويزداد طموحه ، ولكن لنتفق من البداية أن يتخيل كل منا نفسه مكان محمد الذي في القصة ، وحتى لا أطيل فإليكم الحكاية من البداية ....

................................................................

في ليلة من الليالي - أيام الدولة الأموية في الأندلس - اجتمع ثلاثة رجال يعملون حمّارين - يعني عربجية ولا مؤاخذة - بعد يوم طويل من العمل ليتسامروا ، فقال أحدهم لصاحبيه تخيل لو أنني أصبحت خليفة - يعني الريس برضه ولا مؤاخذه - ماذا تتمنيا؟ فقالا:يامحمد إن هذا غير ممكن ، فقال : افترضا جدلا أني خليفة .. فقال أحدهم هذا محال ، وقال الآخر : يا محمد أنت تصلح حمار ، أما الخليفة فيختلف عنك كثيرا . قال محمد:قلت لكما افترضا جدلا أني خليفة ، وهام محمد في أحلام اليقظة ، وتخيل نفسه على عرش الخلافة ، وقال لأحدهما:ماذاتتمنى أيها الرجل ؟ فقال: أريد حدائق غناء ، وماذا بعد ؟ قال الرجل: إسطبلا من الخيل ، وماذا بعد، قال الرجل : أريد مئة جارية ، وماذا بعد أيها الرجل ؟ قال : مئة ألف دينار ذهب ، ثم ماذا بعد، يكفي ذلك ياأمير المؤمنين . كل ذلك ومحمد يسبح في خياله الطموح ، ويرى نفسه على عرش الخلافة ، ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة ، ويشعر بمشاعر السعادة ، وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال : ماذا تريد أيها الرجل ؟ فقال: يا محمد إنما أنت حمار ، والحمار لا يصلح أن يكون خليفة . فقال محمد : ياأخي افترض جدلا أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟ فقال الرجل : لأن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة . فقال محمد : دعني من هذا كله وقل لي : ماذا تتمنى ؟ فقال الرجل : اسمع يامحمد إذا أصبحت خليفة ، فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء ، وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن .

وانتهى الحوار ونام الجميع ، ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ، صحيح الذي يعمل حمّارا لن يصل إلى الخلافة ، الشخص الذي يستمر دون تطوير مهاراته ، بلا تحديد لأهدافه وطموحاته لن يتقدم بل يتقادم . فكر محمد كثيرا ما الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود ؟ وتوصل محمد إلى قناعة رائعة وهي تحديد الخطوة الأولى : بيع الحمار ، وفعلا بدأ بالتنفيذ وباع الحمار

وانطلق محمد ابن أبي عامر بكل إصرار وجد يبحث عن الطريق الموصلة للهدف وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط ، والتحق بالشرطة وترقى في عمله حتى أصبح رئيسا لقسم الشرطة في الدولة الأموية بالأندلس . ثم مات الخليفة الأموي وتولى بعده ابنه وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ، فقرروا أن يجعلوا عليه وصيا ولكن لا يكون من بني أمية حتى لايأخذ الحكم منه فجعلوا عليه مجموعة من الأوصياء منهم محمد بن أبي عامر واثنين آخرين فتمكن محمد من الاستفراد بالوصاية والتقرب من والدة الخليفة ، ثم اتخذ محمد مجموعة من القرارات .. فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ، وقرر انتقال شؤون الحكم إلى قصره وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده ، حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية وسميت بالدولة العامرية نسبة إلى محمد بن أبي عامر .

وفي يوم من الأيام وبعد ثلاثين عاما من بيع الحمار وصاحبنا محمد يجلس على عرشه بين العلماء والقادة تذكر صاحبيه الحمارين ، فأرسل إليهما أحد جنوده وقال له اذهب إلى مكان كذا فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتني بهما ، فذهب الجندي ووصل إلى نفس المكان ووجد الرجلين بنفس الصفة ، العمل هو هو ، المقر هو هو ، المهارات هي هي ، بنفس العقلية حمّار منذ ثلاثين سنة ، فقال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ، أمير المؤمنين .. إننا لم نذنب ، ولم نفعل شيئا ، ما جرمنا ، قال الجندي : أمرني أن آتي بكما ، ووصلوا إلى القصر ، ودخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ، قالا باستغراب .. إنه صاحبنا محمد . قال الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر : أعرفتماني؟ قالا نعم يا أمير المؤمنين ، ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ، قال بل عرفتكما ، ثم نظر إلى الحاشية وقال : كنت أنا وهذين الرجلين معا قبل ثلاثين سنة ، وكنا نعمل حمارين ، وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر فقلت لهما : إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا ، ثم التفت إلى أحدهما وقال : ما ذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل : حدائق غناء ، فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا ، وماذا بعد ؟ قال : اسطبل من الخيل ، قال الخليفة لك ذلك ، وماذا بعد ؟ قال : مئة جارية ، قال الخليفة : لك مئة من الجواري ، ثم ماذا ؟ قال الرجل : مئة ألف دينار ذهب ، قال هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين . قال الحاجب المنصور : ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل - وتدخل علي بغير حجاب .

ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟ قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين . قال : لا والله حتى تخبرهم قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ، قال : حتى تخبرهم ، فقال الرجل : قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار ووجه وجهي للوراء وأمر منادي ينادي في الناس أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن .

قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر : افعلوا به ما تمنى حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير .

........................................................................
تنبيه واجب : هذه القصة وردت في مقال للأستاذ أحمد زهران بعنوان ( لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل ) في مجلة الرسالة .
........................................................................

يقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) ، فلنعقد العزم ونضع الهدف ، ونبدأ أولى الوسائل ونري الله من أنفسنا خيرا وقبل كل ذلك فلنتوكل على الله ونثق به عظيم الثقة فهو سبحانه ... لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل ..

الخميس، 1 مايو 2008

حوار غريب جدا .. مع زميل مختلف جدا !!!


وأخيرا أخدت القرار إني أكتب الحوار ، بعد تردد طويل جدا

بصراحة شديدة .. أنا مش عارف هل الحوار غريب ولا لأ ، والزميل مختلف ولا عادي ، لكني بصراحة أشد لم أكن أتوقع أن هناك أحد في هذه البلد في مجتمعنا يعيش ما نعيشه ويعاني ما نعانيه ويفكر بنفس طريقة هذا الزميل ، الخوف يا جماعة لأطلع أنا الغريب جدا ومختلف جدا وهو اللي عادي جدا .. فياريت ماتحرمونيش من رأيكم عشان أعرف هو أنا الصح ولا هو ؟؟؟؟

.............................................................

عشان ما أطولش في الكلام أنا هحاول أختار مقتطفات سريعة من حواري مع زميلي الفاضل في نقاط سريعة ...

هو : ياترى انت رأيك ايه هو المنهج الصح اللي هيدخلنا الجنة واللي المفروض كلنا نتمسك بيه ؟

أنا : المنهج اللي الرسول صلى الله عليه وسلم سلكه .

هو : كل الناس بتقول كده ، أنا بأسالك عن منهجك انت ؟؟

أنا : لو جيت شفت الرسول صلى الله عليه وسلم في منهجه هتلاقيه بدأ بنفسه ولكنه بدأ يصلح اللي حواليه ، يعني ما قعدشي في الجامع وقال انا علي نفسي وفقط ...

هو : يعني كده انت شايف ان الناس الل بتعبد ربنا في الجامع وتحرص على العلم الشرعي فقط مش على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

أنا : أنا ما قلتش كده ، كل واحد شايف الطريق الصح من منظور معين ، ومدام هو هدفه الخير ورضى الله عز وجل يبقى ده كويس ، ولكن في طريق أصح اللي هو اللي الرسول وأصحابه نهجوه انهم حاولوا ينشروا الخير في كل مكان ويحاولوا يصلحوا المجتمع اللي حواليهم


- المهم يا جماعة الحوار أخذ منحى آخر تماما ودخلنا في أوضاع البلد ....

هو : يعني انت شايف النظام اللي موجود حاليا كله فساد ؟؟؟

أنا : أنا ما قلتيش انه كل فساد ، ولكن معظمه

هو : هات لي أمثلة على الفساد ده ؟؟

أنا : البلد كلها مليانة فساد بشهادة الناس كلها من أول رغيف العيش ، لحد التعليم ، ومستوى الرعاية الصحية في المستشفيات ، والكوسة اللي مالية البلد ، والبطالة ....

هو : طيب ياعمي كل واحد مسؤول عن اللي هو فيه ، وهو اللي هيتسأل عنه يوم القيامة ، لكن انت مطلوب منك المكان اللي انت فيه اللي هو المذاكرة ، مش عليك تصلح البلد ، ولما تبقى تمسك حاجة ابقى حاول تصلحها

أنا : أنا ماقلتش أن أنا أسيب مذاكرتي بالعكس أنا الأولوية عندي لازم تكون للمذاكرة ، ولكن برضه أنا لي زمايل لازم إذا لقيت عند حد غلط أنصحه ، والموظف لما يلاقي في مكانه حاجة غلط لازم يحاول يصلحه ، والدكتور نفس النظام ، وكل واحد في مكانه

هو : طيب انت نصحت وما سمعشي النصيحة هو حر هو اللي هيتحاسب مش انت ؟؟

أنا : أنا معاك في كده لو كان ده هيضره هو لوحده ، لكن لو كان ضرر عام لأ لو أنا سيبته ربنا هيحاسبني

هو : بصراحة أنا شايف إن الحال ديلوقتي أحسن من خمسين سنة فاتوا ، بس طلبات الناس هي اللي زادت !!!

أنا : يعني ديلوقتي لما الناس ما تعرفشي تجيب رغيف العيش يبقى هي اللي طماعة ، لما تكون زجاجة الزيت بعشرة جنيه يبقى الناس هم اللي طماعين ، لما يكون دكتور تكليف بياخد متين وخمسين جنيه ولا المعيد مايزيدشي عن خمسمية جنيه يصرف منهم على البحث العلمي اللي بيعمله والأستاذ الدكتور ألف ونص بعد ده كله تقولي الناس هي اللي طلباتها زادت

المهم ... الحوار يوميها كان طويل جدا وأخد أكتر من نصف ساعة وحسيت ان احنا بندور في دائرة مفرغة ، استنتجت في آخرها إن الإعلام بتاعنا له تأثير كبير جدا في غسيل مخ عند ناس كتير جدا لدرجة .. إن الأوضاع اللي هو عايشها كل يوم أصبح لا يراها ولكن يرى ما يشاهده في التلفزيو ن .. غير نظرته لمختلف القضايا الأخرى زي الرئيس ، وأمن الدولة وشيخ الأزهر والمفتي والمعارضة والإخوان .. حسيت إني قاعد مع واحد قاعد في حتة تانية خالص مش مصر ، مع العلم إنه مش حزب وطني ياجماعة

ياترى هو اللي مختلف ولا يمكن أنا وانا مش دريان ، هو اللي غريب ولا أنا وأنا مش حاسس ... أفتوني يرحمكم الله

الأربعاء، 23 أبريل 2008

إلى أن نلتقي قريبا بإذن الله ... الشيخ أمين .. مع التحية

طال البعد عن مدونتي العزيزة وعن زواري الأحبة ، ولايزال البعد مستمرا حتى أيام قليلة قادمة بإذن الله ، وذلك لظروف امتحان الأطفال وأردت أن أريحكم مني قليلا ، ولكن أما وقد طال البعد و لم أستطع أن أقاوم شوقي للقائكم ولو حتى بخاطرة صغيرة أرسل من خلالها تحياتي وأشواقي إليكم حتى حين ، على أمل أن ألقائكم قريبا جدا بإذن الله بعد انتهاء الامتحان .

..............................................................

من أفضل من سمعتهم وقرأت لهم ليعبروا عن عامة الشعب بلهجة يفهمها الأمي كما يفهمها المتعلم ، ويحبها الجاهل كما يقدرها العالم ، ويمتلئ كل من سمعها بحب هذا البلد وحب الخير له وتمني صلاح أحواله شيخ فلاح شاعر ، وهو - الشيخ أمين الديب - المعروف باسم الشيخ أمين ، منا من يعرفه ويحبه ، وكثير منا يجهله لعدم سماعه عنه ، وأنا أعتبره من أفضل من تغنوا بشعر العامية واستغله لنشر ثقافة الاصلاح بين الشعب من خلال كلمات تخرج من فمه على الفطرة وعلى السليقة من دون تكلف أو مبالغة فتصل إلى سامعها أوقارئها دون جهد أو ملل
لذلك وجدت أن أفضل ما أهديكم به حتى نلتقي قريبا مقطع للشيخ أمين شاهدته بالصدفة في إحدى القنوات الفضائية ، وليتقبل مني شيخنا الفاضل أمين الديب تحياتي وتقديري ، وتقبلوا مني خالص أشواقي ... حتى نلتقي بإذن الله ...



وفي الختام .. أنقل لكم دعوة كريمة من أخي وزميلي الشاعر محمود فرج :


أدعوك أخي الكريم عمر وكل زوار مدونتك - اللي هم حضراتكم طبعا - الجميله - الجميلة دي من عنده هو والله ، أنا مش معاه فيها - إلي لقاء شعري آخر يوم الثلاثاء القادم 29/4 بقاعة ابن سينا بالدور الثالث بكلية طب طنطا .


مع تمنياتي القلبية له ولجميع زملائي في الكلية بدوام التوفيق في الامتحانات .

الجمعة، 11 أبريل 2008

إهدائان .. وعزاءان ...

بعد تحديث الفيديوهات لسهولة التحميل ...
***
المرة دي يا جماعة قلت أريحكم من السياسة والإضرابات ووجع الدماغ اللي ما بيخلصش ...
عشان كده انهارده قلت أقدم لكم هديتين من نوع خاص .. وهو النوع الذي أحبه دائما .. الشعر ، لهذا آثرت تقديم مقطعين من قصيدتين لاثنين من أبناء كليتي العزيزة ..

الأول .. مقطعين من قصيدة للدكتور سالم صلاح سالم بعنوان "عربي أم مسلم " ألقاها في ملتقى شعري في كليتنا ، وهو قد تخرج منذ عدة سنوات .. وفقه الله في حياته العملية وفي موهبته الشعرية
المقطع الأول



المقطع الثاني



أما الثاني ... فهو مقطع من قصيدة لأخي وحبيبي مصطفى علام زميلي في الدراسة حاليا ، وزميلي في الراوند سابقا بعنوان " ما عاد شيء من بقاء " ألقاها أيضا في نفس الملتقى الشعري



وبهذه المناسبة أوجه لهما خالص التحية والتمنيات بالتوفيق دائما في مجالهما العملي والأدبي

معذرة يا جماعة .. ياريت نصبر شوي على التحميل لأنها فعلا تستحق
..............................................................

وختاما ... أجد من الواجب علي أن أتقدم بخالص العزاء لزميلي الكريمين .. أحمد فتحي ، ومحمد علام ، لوفاة والديهما .. رحمهما الله رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته ، وألهم أهلهما الصبر والسلوان .. وجعلها آخر الأحزان .

الثلاثاء، 8 أبريل 2008

إضراب 6 أبريل ... ايه اللي حصل ؟؟؟


إضراب 6 أبريل .. أو كما كان يفترض ...

نجح ولا فشل ؟ الناس أضربت ولا ما أضربتش ؟ الأوضاع اتغيرت ولا ما اتغيرتش ؟ الحكومة فاقت ولا ما فاقتش ؟ الدنيا انصلحت ولا ما انصلحتش ؟ وآخر سؤال .. يا ترى ايه اللي حصل ؟؟؟؟


في مصر كلها .. ماعدا المحلة .. لم يحدث شيء تقريبا ، مظاهرة هنا على اعتصام هناك وبأعداد قليلة ، والتواجد الأمني في كل مكان كما هو متوقع بل ومعتاد ، ولم تشعر الأغلبية بالإضراب


أما في المحلة ، وما أدراك ما المحلة ، فلن أتحدث مطلقا بل سأترك شاهد عيان على الأحداث ؛ أحد أصدقائي من المحلة يروي الأحداث الأليمة بنفس الأفاظ التي تنبعث عن كم كبير من الألم والحزن ....


تعليقي بعد ماحدث اليوم من مهازل ... أنا طبعا شفت بعيني محدش قالي : الكل طبعا كان ممستني عمال المحله يخرجو من مصانعهم ... و يكونو هم نواه للحدث اليوم ، بس الحمد لله ده لم يحدث ..وخاب ظن من ظن السوء بعمال المحله ، ولكن حدث ما هو أسوأ ... للأسف تحول الموضوع الي معركه كبييره بين الكثير من الناس .. اللي منعرفش هم تبع ميين - الله أعلم-كان نتيجتها الكثير من عمليات التخريب ... تكسير عربيات ، واجهات محلات ، إيقاف قطر ، حرق كاوتش ، ويفط أنتخابات ، إصابات كثيره ، وطبعا ما كان من الامن المركزي إلا أنه أطلق القنابل المسيله للدموع ..و الرصاص المطاطي علي المتظاهرين لتفريقهم .. وفين يوجعك ، للأسف هو ده اللي حصل النهارده في المحله .. موقف لم اكن أنتظره أبدا ، أنا توقعت الإضراب بمعنى الاضراب وهو الأمتناع .. أو إعلان حالة العصيان الجماعي ، واللي كان ممكن بيها يحصل نوع من الضغط على أصحاب النفوذ ولكن حدث مالم يكن يحمد أبدا ، للأسف ده مكنش أضراب دي كانت عمليه تخريبيه شئ نأسف عليه بالتأكيد جميعا


بصراحة ياجماعة لا تعليق على ما حصل وأعتقد إن كلنا تابعنا الأخبار وأعتقد أن صديقي لم يحكي شيئا من مخيلته بل هي الحقيقة المرة .. وللعلم فقد كان رأيه مختلفا معي تماما قبل الإضراب ، ولكن الواقع هو الذي يتكلم

هل ما زلنا نتحدث عن إضراب غير منظم وغير مرتب وليس له جهة مسؤولة حتى عمال المحلة الذين كان لهم كل الحق في إضرابهم عندما رأوا أن الأوضاع لاتسمح أجلوا إضرابهم ، ولكن ظهر من لا يريد خيرا بهذا البلد واستغل الأوضاع التي حذرنا منها مسبقا ، حتى لايتهمنا أحد بالسلبية


بصراحة ياجماعة الواحد مليء بالحزن والألم لأن ما كان يتوقعه ولا يتمناه حصل ومن ينزل للمحلة يتخيل أنها قطعة من أرض العراق .. ويا للأسف .


وهنا يأتي السؤال الذي بدأنا به ... إضراب 6 أبريل ... ايه اللي حصل ؟؟؟
أرجو التصويت على هذ ا السؤال ...


.........................................................

قريبا جدا ... حوار غريب جدا ... مع زميل مختلف جدا

الخميس، 3 أبريل 2008

عاجل جدا ... رأيي في إضراب 6 أبريل

بداية وبصراحة شديدة أول مرة أجد نفسي مشدودا ومنجذبا للكتابة في موضوع بهذه السرعة ، و مجبرا على الكتابة كهذه المرة وكهذا الموضوع ، فبصراحة شديدة أنا أعتبرها شهادة للتاريخ إن كنت صائبا فيها فاللهم بلغت اللهم اشهد ، وإن كنت مخطئا ( وآمل ذلك ) فلن يضر أحدا شيء ... ولكنه وببساطة شديدة رأيي في إضراب 6 أبريل
لنرجع معا إلى أصل هذا الإضراب ، ألا وهو عمال المحلة حيث أن هذا الإضراب هو من ضمن أنشطتهم للاعتراض على أحوالهم السيئة
وهو حتى هذه اللحظة عمل جيد ونتضامن معه كلنا وندعمه ، فهو أحد الوسائل المشروعة ، ولكن ...
ما تطور إليه الأمر من جعله إضرابا عاما لكل الشعب وبهذه الطريقة التي تشبه العصيان المدني وأن يكون بها الانتشار الملفت للنظر فهذا غريب جدا ، ويثير الكثير من التساؤلات ، ومنها
- طريقة الإضراب وهي حسب ما أعلن تشمل .. عدم الذهاب للعمل وإما تبقى في بيتك أو تنزل إلى الشارع بصورة غير منظمة وغير مرتبة مما يخيف من توابع ما سينتج عنه ( لا قدر الله ) من أضرار في البلد
- عدم وجود هيئة معلنة مسؤولة عن تنظيم الإضراب ، وهذا مما يثير المخاوف من أن يخرج الأمر من تحت السيطرة
- هذا الانتشار الغريب للإضراب بين الشعب يثير أيضا الاستغراب
- والأكثر إثارة هو موعد الإضراب حيث أنه يأتي قبل المحليات بيومين فقط ، ومع التهديد لمن سيشارك في الإضراب ، فبالأحرى ماهو مستقبل الحريات بعد الإضراب ، وماهو مستقبل الانتخابات بعد الإضراب
هذه بعض التساؤلات التي تشغلني كثيرا بخصوص الإضراب وغيرها الكثير ، وأنتظر آراءكم بخصوص هذا الموضوع لأنه فعلا من المواضيع المثيرة
أعيد وأكرر أنني متضامن تضامن كامل مع الفكرة الأساسية للإضراب وهي إضراب عمال المحلة وندعمهم وندعم حقوقهم ، ولكني متوجس مما تطور إليه ...
...............................................................
أنا آسف ياجماعة إني ما تركتش وقت للتعليق على الموضوع السابق ... لو كان عمر هنا ... ولكنها ظروف الإضراب ، ولكني أأمل أن لا تغفلوا الموضوع السابق ، ولكم جميعا تحياتي
.................................................................
قريبا جدا ... حوار غريب جدا ... مع زميل مختلف جدا ...

الاثنين، 31 مارس 2008

لو كان عمر هنا ...




( لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها .. لم لم تمهد لها الطريق )

تبادرت هذه المقولة الكريمة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ذهني ، وأنا راكب في الميكروباص في طريقي إلى الكلية ، بل وتتبادر هذه المقولة إلى ذهني كلما سرت ذهابا إلى الكلية أو إيابا منها ، بل كلما خرجت من بيتي ، لقد اصبحت الطرق داخل المدينة وخارجها شيئا لايطاق ، لا يكاد يسفلت طريق حتى يحفر مرة أخرى بل حتى الطرق التي كان يضرب بالسير فيها المثل في السهولة والراحة ( مثل طريق مصر اسكندرية ) أصبح الآن لايطاق من كثرة مطباته بحجة التقليل من الحوادث ، فوالله لو يعلم القائمون على هذه الطرق مقدار مايصب الشعب عليهم من الدعاء يوميا ، فهذه امرأة حامل قد تفقد وليدها بين مطب وآخر ، وهذا طفل صغير قد يسقط من بين يدي والدته في لحظة وأخرى ، وهذا رجل كبير في السن لا يستطيع الجلوس في مقعده فكيف بالقفز عليه طول الطريق ، وهذا وهذا وهذا ...فلك الله يا مصر
إذا كانت هذه صورة بسيطة لمختلف أوجه المعيشة في بلدنا الحبيبة ، فما بالنا ببقية الصور ...

..................................................................

الفاروق عمر رضي الله عنه يعاتب نفسه ويحاسبها على بغلة قد تتعثر في الطريق - ليس في المدينة - بل في العراق ، فكيف بملايين البشر - وإن شئت فسمهم الدواب إن بلغوا قيمتها - الذين يتعثرون مرات ومرات في اليوم الواحد .

..................................................................


سيدنا عمر كان يتفقد أحوال دولته بنفسه .. وعندما يجد امرأة وحولها صغارها يتضورون جوعا وهي تضع أمامهم القدر وفيه ماء يغلي وتضع فيه حصى لتوهمهم بأنها تعد لهم الأكل ، فيسألها ما بال الصبية ؟ فتشكوا له البرد والجوع ، وتقول الله بيننا وبين عمر ، فيقول عمر : يرحمك الله وما يدري عمر عنكم ؟ فتقول المرأة الواعية : يتولى أمرنا ويغفل عنا !!! فيذهب فورا ليحضر لها الدقيق ومعه غلامه ، ويأمر غلامه أن يحمل عليه الدقيق ، ويقول له أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة؟! ثم يذهب بالدقيق إليهم ، ولا يتركهم حتى يضحكوا كما أتاهم وهم يبكون ...
..................................................................

وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال واحد ، لوكان عمر موجودا بيننا ... فماذا سيتغير في بلدنا ، ( إصلاح الطرق كمثال )
تعالوا بنا لنتخيل ما نود تغييره في بلدنا ... إذا كان عمر هنا ...
..................................................................
قريبا جدا ... حوار غريب جدا ... مع زميل مختلف جدا ...

الجمعة، 21 مارس 2008

اتمنى ان تكونوا جميعا من محبي النور و الخير ... تعليق أفتخر به على تدوينتي ( بحب النور ) ..


اذا كنت : رغم كل العقبات والآلام ... ورغم الأوجاع والجراح التي لا تفارقنا لسه بتحب النور فأنت من اولئك الناجحين الذين سوف يحفرون نجاحهم على جدران الحياة ....

..................................................

واذا كنت : لسه بتحب النور أمام اليأس والسلبية .. وأمام الفساد والظلم الذي نعاني منه جميعنا .... فانت من معدن نفيس كلما زادت محنته .... زاد نقاؤه

..................................................

واذا كنت : تؤمن بانه مهما طال ظلام الليل ......النور ... أقوى ، أشد ، أطول ، وأجمل...فانا اؤمن تماما بما تؤمن به فانا (بالمناسبة) : برضه بحب النور....!!

..................................................

اتمنى ان تكونوا جميعا من محبي النور و الخير ....
د عمرو دنيا

الخميس، 20 مارس 2008

في ذكرى الميلاد ... احتفال أم حداد؟!!


هاهي ذكرى ميلاد حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم تهل علينا ، وتذكرنا بمولد النور الذي أضاء الكون ، النور الذي لولاه ماكنا مسلمين ، النور الذي لولاه لعشنا في ضلال وظلام مبين ، لولاه لكنا في طريقنا إلى النار ، لولاه لما كانت لنا مكانة بين الأمم ، لولاه ما سمع بنا أحد ، ولولاه ما كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس ، الحبيب الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، الحبيب الذي ما زال يدفعنا ويبعدنا عن النار ونحن مصرون على دخولها ، الحبيب الذي ينتظرنا على الحوض في الجنة ، الحبيب الذي اشتاق لأحبابه الذين يأتون من بعده ويثبتون على ما جاء به ، الصادق الأمين الذي كان خلقه القرآن ، حبيبنا الذي ما ينطق عن الهوى ، حبيبنا الكريم الذي يعطي عطاء من لايخشى الفقر ، حبيبنا الذي يشفع لنا يوم القيامة عندما يعتذر جميع الأنبياء عن ذلك ، حبيبنا الذي ينتظرنا ونحن نمر من على الصراط وهو يقول " يارب سلم سلم " ، إنها ذكرى الحبيب الذي لايؤمن أحدنا حتى يكون هواه تبعا لما جاء به .


نعم من حقنا أن نفرح ونحتفل بحبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونتذكر سيرته وحياته وأخلاقه وغزواته لنتخذه قدوة لنا في حياتنا ، ولكن ... من يستطيع أن يفرح ومن يستطيع أن يحتفل !! وأي سعادة في ظل هذه الأوقات التي تمر بها الذكرى العطرة !!!


لننظر حولنا ... اليوم : الذكرى الخامسة للحرب على العراق ، الحرب التي قتلت ومازالت تقتل وستظل تغتال أرواح إخواننا في العراق وأصبحت أعداد القتلى بمثاية الورد اليومي الذي يجب أن يقضى كل يوم ، ولا يأتي الليل إلا ويجب أن يكتمل حصاد هذا العدد من الأرواح ، ومازالت قوات الاحتلال الأمريكي ترتع وتخرب في حضارتنا التي كانت تشهد للمسلمين في كل مكان وكانت تذخر بها العراق ... فبأي حال عدت يا ذكرى المولد ؟!!




وبعد يومين : تمر علينا ذكرى أليمة على قلوبنا ، ذكرى استشهاد حبيبنا الشيخ القعيد الذي أحيا أمة الشيخ الشهيد بإذن الله أحمد ياسين الذي لم يثنه عجزه عن الحركة عن المضي قدما في مقاومته ، وفي أداء واجبه فكان نبراسا وروحا تشعل الأمل في نفوس أبنائه وإخوانه في فلسطين وخارج فلسطين ، نعم تمر علينا ذكرى استشهاده ، ولكن ... هل تغير الوضع ؟!! هل عادت فلسطين إلى أهلها هل توقف حصاد أرواح الأطفال والشيوخ والنساء والشباب ؟!!! من غير كلام أو وصف ... غزة تشهد على الواقع ...فبأي حال عدت يا ذكرى المولد ؟!!





وتختتم هذه المآسي بـ صاحب الذكرى الشريفة الذي لم يسلم صلوات ربي وسلامه عليه من هذه المآسي التي تحل بأمتنا ، لنجد أعداء أمتنا يتطاولون على ذاته الشريفة بالرسوم المسيئة بل ويتسابقون في إعادة نشرها ، نعم فقد هانت أمة الإسلام ، وما عادت لها كلمة أو مكانة ..


هل أصبحنا الآن غثاء كغثاء السيل ، عدد كبير وعمل قليل ، ابتعدنا عن منهج الله ومنهج حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتركنا عباداته ، أخلاقه ، أفعاله ، تعاملاته ودعوته ، وانسقنا وراء ما يأتينا من الغرب ، وعندما نهتم برسولنا لانهتم بالأصل بل نشغل أنفسنا بالزفة واحتفال المولد بما لا يليق برسولنا صلى الله عليه وسلم .


فبأي حال نلقاك يا رسولنا ، وبأي حال عادت ذكرى مولدك ؟ فياترى .. أنفرح أم نحزن ، نحتفل أم نتلقى العزاء ؟!!

في ذكرى الميلاد ... احتفال أم حداد ؟!!

السبت، 15 مارس 2008

ألا ليت الطب كله .... أطفال

بسم الله الرحمن الرحيم


نور من أنوار كليتنا .... الأطفال





ياه وأخيرا ... بنتعلم طب ، بنشتغل دكاترة ، بنحضر عشان نستفيد مش عشان ناخد الغياب

الله أكبر ... فينك يا أطفال من زمان ، فين المرور يوميا على العنابر ، فين الاستمتاع بالراوند وبشرح الدكتور ، فين الجلوس في المقاعد الأمامية ، فين العدد الذي لايزيد عن ثلاثين طالب في الراوند ، فين انك تخرج من الراوند وانت فاهم وحافظ وبتعرف تطبق ، فين القسم اللي ما بيستنزفشي جيوبنا عشان حالات ما بنشوفشي فيها حاجة ، ولا بنشتغل عليها ، فين الراوند اللي الواحد بيخاف يغيب فيه وإذا غاب بيحزن عشان اللي فاته ، بصراحة - وبدون كتر كلام - كنت فين يا راوند الأطفال



مائة وخمسون يوما من الحضور لأجل الحضور وفقط ، تأتي في الموعد المحدد لأجل الغياب وفقط ، وتظل لآخر الراوند لأجل الغياب وفقط ، تتحمل من يعجبك ومن لاتفهم أو حتى تسمع منه شيئا لأجل الغياب وفقط ، وتتحمل الحضور لأجل الامتحان وفقط ، باختصار شديد أنت في الباطنة العامة



هذا كان باختصار شيد the difference between the pediatric & general internal medicine



مدى النعيم في الأطفال ومدى المعاناة في الباطنة العامة


بصراحة يمكن يكون الاحساس ده لأن احنا الراوند الوحيد اللي عاش 150 يوم متواصلة باطنة عامة يروح وييجي 150 يوم وتسأله استفدت ايه ؟؟؟ القليل القليل ان كنت قد استفدت شيئا


الأطفال ... والجودة






ولكن ياجماعة بمنتهى الصراحة خلونا واقعيين ، احنا بقى لنا فترة بنسمع عن الجودة ونظام الجودة وعايزين يعترف بينا ككلية عالمية وشهادتنا تبقى معترف بيها ، بصراحة الكلام ده كله أنا ما كنتيش مستوعبه ، مع ان احنا كنا عملنا استبيان وسط الطلبة وعملنا حوار مع أحد الأساتذة أعضاء لجنة الجودة في الكلية ونزلناه في جريدة ( وشوشة ) ، لكن بصراحة التطبيق على أرض الواقع مختلف تماما عن الكلام النظري ، ولم أستوعب ذلك حتى دخلت قسم الأطفال لأجد معظم ( ولا نقول كل لأن الكمال لله وحده ) خصائص الجودة متوفرة فيه

ـ احترام مواعيد بدء الراوند


- 4ساعات عمل دؤوب ( ولو إن دي لها عيوبها الجسدية إللي يعرفها كل اللي داقها ، لكن كله لأجل العلم !!!!! )


ـ الراوند مقسم لمجموعات صغيرة حتى يسهل الاستيعاب وتطبيق نظام التفاعل بين الطلبة والأساتذة


ـ المرور على العنابر للتطبيق العملي على المرضى


ـ اصطاف دكاترة على أعلى مستوى من العلم والاحترام


ـ متابعة يومية من الأستاذ الدكتور رئيس القسم



ألا ليت الطب كله .... أطفال

بصراحة ياجماعة فعلا لو احنا عايزين كليتنا الحبية يعترف بيها لازم نتخذ قسم زي قسم الأطفال قدوة لينا ، وزي ماقلت لكتير من زميلنا تمنيت لو راوند واحد من 3 راوندات باطنة عامة ( يعني 50يوم فقط من المائة وخمسون يوم ) يطبق فيه ما يطبق في الأطفال ، وده فعلا هيفرق جدا مع الطلبة أثناء حضورهم في الباطنة ، وكذلك في مستقبلهم كحياة عملية ، وكذلك في التفاعل من قبل اصطاف الدكاترة ... هي أمنية من الأماني وأعتقد أن النجاحات تبدأ من الأماني والأحلام


وختاما لا أنسى أن أشكر قسم الأطفال على الجهد المبذول ، ونتمنى منهم الثبات والتطور للأفضل ، والاعتذار إن كنت قد قسوت على الباطنة ولكن .... إنما هو حرص على نجاح كليتنا


ويارب نعيش لليوم اللي تكون فيه كليتنا كلها ........أطفال ، لتكون كلها ....... أنوار

الخميس، 13 مارس 2008

بحب النور




من بين أعماق الظلام ... ومن ظلام الليل الدامس الذي يملأ كل شيء حولنا

رغم كل العقبات واللآلام ... ورغم الأوجاع والجراح التي لا تفارقنا

وأمام اليأس والسلبية .. وأمام الفساد والظلم الذي نعاني منه جميعنا

...............................................................
برضه ... بحب النور
بحب نور الحق والحرية ... بحب نور الأمل والإيجابية

بحب نور الحب ، الإخلاص ، الأخوة ، الرحمة ، العطف
بحب نور الحبيب صلى الله عليه وسلم يملأ الكون كما كان
بحب نور الخير ، وفعل الخير ، وحب الخير ، لكل الغير

................................................................

ومهما طال ظلام الليل ...

النور ... أقوى ، أشد ، أطول ، وأجمل

سنبقى ننتظر النور ، نسعى للنور ، ندعوا للنور

سأبقى ... بحب النور