عادت بي ذاكرتي إلى الوراء إلى ما قبل ست سنوات ؛ أي ما قبل دخولي للكلية التي كنت أتمنى أن أدخلها وزرع فيّ والداي حبها .. كلية الطب ...
وتذكرت كيف كنت أمارس أنشطتي داخل المدرسة ( في الابتدائي والإعدادي وحتى الثانوي ) من أنشطة إذاعية وأدبية ورياضية كيفما أشاء ودون أي خطوط حمراء .
وأتذكر كيف كان أبي يحكي لنا " أنا وأخوتي " عن النشاط في الجامعة وعن اتحاد الطلبة ؛ الذي كان عضوا فيه في جامعة الاسكندرية وأمينا للجنة السياسات ( التي لم تعد موجودة حاليا ) وكيف كان للاتحاد وقتها شأنا وقيمة سواء بين الطلبة أو على مستوى اصطاف الأساتذة ، بل وحتى على مستوى السياسة في مصر بأسرها حتى كان لأمين لجنة السياسات مكتب بجوار رئيس مجلس الشعب وكان يدعى للحديث فيه أمام نواب الشعب .....
كنت أسمع ذلك كله من والدي .. فيزداد اشتياقي لدخول الكلية لأمارس أنشطتي التي كنت أمارسها في المراحل الدراسية السابقة بل وأحلم بنشاط أكبر وأفكار أعظم وصداقات أكثر ... ويزداد الحلم يوما بعد يوم ، والأمل شهرا بعد شهر ...
حتى جاءت الفترة المرتقبة ودخلت كليتي التي طالما حلمت بها ....
ولكن ياللصدمة الكبيرة !!!
وتذكرت كيف كنت أمارس أنشطتي داخل المدرسة ( في الابتدائي والإعدادي وحتى الثانوي ) من أنشطة إذاعية وأدبية ورياضية كيفما أشاء ودون أي خطوط حمراء .
وأتذكر كيف كان أبي يحكي لنا " أنا وأخوتي " عن النشاط في الجامعة وعن اتحاد الطلبة ؛ الذي كان عضوا فيه في جامعة الاسكندرية وأمينا للجنة السياسات ( التي لم تعد موجودة حاليا ) وكيف كان للاتحاد وقتها شأنا وقيمة سواء بين الطلبة أو على مستوى اصطاف الأساتذة ، بل وحتى على مستوى السياسة في مصر بأسرها حتى كان لأمين لجنة السياسات مكتب بجوار رئيس مجلس الشعب وكان يدعى للحديث فيه أمام نواب الشعب .....
كنت أسمع ذلك كله من والدي .. فيزداد اشتياقي لدخول الكلية لأمارس أنشطتي التي كنت أمارسها في المراحل الدراسية السابقة بل وأحلم بنشاط أكبر وأفكار أعظم وصداقات أكثر ... ويزداد الحلم يوما بعد يوم ، والأمل شهرا بعد شهر ...
حتى جاءت الفترة المرتقبة ودخلت كليتي التي طالما حلمت بها ....
ولكن ياللصدمة الكبيرة !!!
سمعت من زملائي عن أن موعد التقدم للترشح للاتحاد قد اقترب وأن من أراد الترشح لابد أن يكون مستعدا بأوراقه وصوره في أي وقت .. في يوم التقديم يبدأ فجأة وينتهي فجأة !!! لم أصدق ما سمعت ، ولكن قلت لنفسي لابد أن أستعد لأسوأ الظروف ...
وجاء اليوم الموعود ، وفوجئت بالإعلان في مكان لا يرى !! بل ويعلن أنه سيفتح الباب اليوم الساعة 11 وينتهي في نفس اليوم الساعة 2 !! لم أصدق ما أرى ، ولكني اتجهت فورا لسحب الاستمارة وتقديم أوراقي ، وتتوالى العقبات ، ابحث عن موظف الاستمارات !! ثم ابحث عن الموظف الذي سيوقع !! وإذا أسعفك حظك ووجدته ابحث عن الموظف الذي يختم !! وأخيرا أين من سيستلم منك الاستمارة !!! ولكن لأجل (عين) يهون (مرج عيون) ولأجل النشاط المرتقب تهون هذه العقبات ... وهاهو اليوم قد انتهى وغدا تعلن الأسماء وتجرى الانتخابات ....
وفي اليوم التالي : كانت الصدمة الأولى ... أعلنت الكشوف ، وأعلن المرشحون ، لم أجد اسمي ولا اسم احد ممن أعرفه ، بل وأعلن الأعضاء بالتزكية ، وانتهت مسرحية مايسمى انتخابات اتحاد الطلاب .
لم توقفني هذه الصدمة ، وأصررت على تجاوزها ومحاولة التعاون مع زملائي الذين أصبحوا - بقدرة قادر - أعضاء في الاتحاد ... بهدف خدمة الطلاب وممارسة الأنشطة .....
ولكن هاهي الصدمة الثانية تلوح في الأفق ...
لم أرى أي خدمات مما كنت أنتظره وأسعى إليه لم أرى أحد من زملائي أعضاء الاتحاد الموقر ينزل للطلبة ليعرض عليهم خدماته ويرى ماذا يريدون ، بل لم نعرف أصلا من هم زملاؤنا أعضاء الاتحاد ...
أما الأنشطة فحدث ولا حرج ... ليس هناك أي نشاط ؛ إلا معرض فني يقام مرة في السنة ...
ليت الصدمات توقفت عند هذا الحد ... لا فالمصائب لاتأتي فرادى ...
هاهي قائمة الممنوعات التي لاتنتهي :
يمنع منعا باتا إقاما أي نشاط في أي إطار غير شرعي ( اتحاد الطلبة )
يحذر إقامة أسر لمن هم غير مرغوب فيهم ( أو غير مرضي عنهم ) ولا يعترف بأسرهم إذا أقيمت .
حتى من ليس لهم أي اتجاهات أو ميول لايسمح له بإقامة الأسر والأنشطة إلا بعد إختبار إرادته بعقبات لا تنتهي .
حتى اتحادنا الفاضل .. ليس له أي قيمة ، وأمينه المحترم لا توجد له صلاحيات لا في تعديل جدول الامتحانات ولا حتى تقديم أبسط الأمور بالمجان كمذكرة الامتحانات...
يا الله .. أين هذا مما كنت أسمعه منك يا والدي ..
ويستمر هذا المسلسل طيلة خمس سنوات قضيتها في الكلية وهاهو يستمر في عامي السادس فيها ، وها أنذا أرى دراستي الجامعية تقترب من نهايتها ... وأصبحت أحلامي قبلها آمال لأبنائي بعدها ...
أمل بأن أرى اليوم الذي تعود فيه لاتحادنا مكانته .
أمل باليوم الذي يختار فيه طلاب كليتنا أعضاء اتحادهم الذين سيحملون همومهم ويسعون لتحقيق طموحاتهم .
أمل بأن أرى انتخابات نزيهة تقام في كليتنا الحبيبة يعرض فيها كل مرشح برنامجه وما يسعى لتحقيقه لزملائه .
أمل بيوم يحتفل فيه رؤساء جامعاتنا وأساتذتها بأفضل اتحاد قدم خدمات لطلابها .
أمل باليوم الذي نسمع فيه كلمة أمين اتحاد طلاب مصر كممثل فعلي لجميع طلابها .
أمل وأمل وأمل .........
ولكني سأبقى أحلم وأأمل وأتمنى وأسعى نحو ذلك اليوم ....
وماضاع حق وراءه مطالب .